Sunday, July 24, 2011

بين أمامة الماضي و أمامة الحاضر

للاسف لا تختلف الحياة التي يعيشها اليمنيون اليوم عن تلك الحياة التي عاصرها أبائنا و اجدادنا في ظل الحكم الامامي القديم  مازلنا نعيش المأساة كما قال الروائي اليمني محمد عبدالولي رحمه الله فالحال مازال هو الحال بكل تفاصيلة الصغيرة و الكبيرة لم تتغير في حياة اليمنيين سوا الاسماء و الالقاب و التي لم تزد الحال الا سوءً لانها تصف الاشياء بغير مسمياتها مما يجعلها غير قابلة للاصلاح فالأساس و القاعدة الاولى لحل اي مشكلة هو الاعتراف بها اما تسميتها بضدها الايجابي يعقد المشكلة و يجعل من المستحيل حلها و هذا هو حالنا اليوم مازلنا نعيش في ظل الظلم و التخلف و الفقر مازالنا نعاني من الجهل و المرض و مازالت السيناريوهات التي كتبت قبل ما يزيد عن القرن تقراء و تمارس حتى يومنا هذا.


مازلنا نرى العساكر يذيقون المواطن المسكين الويلات مازلنا نرى التعنت الغبي و الاسلوب الفض في التعامل مع الانسان من قبل هؤلاء الذين ينتمون الى الاجهزة الامنية و العسكرية دون استيعاب و فهم للقوانين و الحقوق نراهم يستفزون ذاك لانتمائة لمذهب معين و يتعسفون على ذاك لانه من منطقه معينة كما اننا نراهم يومياً في ذهابنا و ايابنا يحاولون (التسلبط) على فلان من الناس بسبب شيء بسيط حدث و احيان كثيرة دون سبب لاخرج رشوة صغيرة للقات او حق (الشقارة) مازلوا هؤلاء الهمج يقتحمون المنازل و يعتقلون الناس دون مذكرات اعتقال او تفتيش. مازالوا بلداء اغبياء يجترون الشكل كما وصفهم الزبيري رحمه الله في رائعته (و العسكري بليد للاذى فطاً كأن ابليس لل رباه).

كما اننا مازلنا نرى السيول تجرف السيارات و تغرق الناس، للاسف مازال الحال على ما هو علية ولكن بطريقة جديدة معبدة ومرصوفة لتجرف السيارات و الناس ب(استايل) مازلت حكومتنا الجليلة لا تجد الحلول لمشكلة تصنف كبسيطة في ظل العالم الذي نعيشة اليوم فنحن لا نرى في بقية دول العالم السيول البسيطة كلتي تحدث في اليمن تقتل الناس و تخرب الممتلكات كما يحدث في وطننا الغالي.

مشهد اخر يجعلنا نعود بذاكرتنا لايام الامامة هو ما يحدث خلال هذه الفترة من استبداد وظلم و تعسف و عقاب جماعي ضد المواطنين فقد كان الامام يحيى يعتمد نفس اسلوب الترهيب الذي تعتمده حكومتنا اليوم مع اختلاف الوقت و الزمان فما يحدث اليوم ضد المواطن اليمني نفس الظلم الذي كان يقع على المواطن في عهد الامامة ولا يجد رادعاً له لا من الداخل و لا من الخارج ويقابل بصمت غريب من بقية المواطنين، فللاسف مازلنا نعيش نفس السلبية و الجهل التي تمنعنا من الوقوف موقف واحد موحد لمجابهة الظلم.

و اذا اخذنا بالاحصائيات نرى بأن نسب الفقر و الامية و البطالة في العهد الامامي الحاضر لا تختلف كثيراً عن تلك الاحصائيات من عهد الامامه القديمة اذا وجدت فبرغم من ارتفاع النسب الا ان في ظل العصر الحديث الذي نعيشة اليوم و بالمقارنة مع بقية دول الجوار و العالم نرى ان اليمن مازال نفس الدولة المتخلفة و التي تعاني من الكثير من المشاكل بزيادة ان هذه المشاكل اليوم يصرف الملايين من دولارات المعونات لحلها الا انها تتفاقم عام بعد عام و كان المنظمات الدولية تضخ الدولارات في (قربة مخرومة).

مقاربة اخرة بين العهدين الحاضر و الماضي للامامه نستطيع من خلالها ايجاد الكثير و الكثير من جوانب التشابهة هو الجانب الصحي فبرغم من التطور الملموس الذي شهده القطاع الصحي في اليمن خلال العقود الماضية بفضل الدعم الخارجي و المعونات المقدمة من المنظمات الدولية الا اننا مازلنا نشهد نفس الحالات التي شهدها الناس خلال ايام الامامة القديمة فمازالت ارواح المواطنين اليمنيين تزهق بسبب امراض بسيطة كالحمى و الزائده الدودية و النزيف بسبب اصابه مازلنا نجد اليمنيين لا يلقون رعاية صحية مناسبة فالمستشفيات الحكومية اشبه بمكبات قمامة برائحه و الشكل اما الخدمات فهي بالاساس لا وجود لها و الاطباء غبائهم في معظم الاحيان يزيد عن علمهم، اما المستشفيات الخاصة فبرغم من انها افضل من الحكومية الا انها مكان لابتزاز الاموال و الغلطات الطبية التي تحدث فيها تعتبر جريمة ضد الانسانية الا ان هذه المستشفيات تستطيع اسكات وزارة الصحة بالاموال التي تدفعها كرشاوي لتجاوز عن هذا الامر او ذاك.

اما المشهد الاجتماعي فهو اقرب المقاربات بين عهدي الامامة فمازال اليمنييون يتحدثون عن شمال و جنوب و زيدي و شافي و سني و شيعي و تعزي و عدني و صنعاني و مأربي مازالت النعرات الطائفية و المناطقية و العرقية و الطبقية التي زرعها الامام يحيى تسري في المجتمع اليمني كما يسري السرطان مفككاً الرباط الوطني الذي يربط ابناء هذا الوطن الواحد زارعاً الحقد والكراهية في القلوب التي اتعبها الفقر و الظلم و الجري وراء الحياة بكل متطلبتها و التزامتها.

اخيراً، لن تنتهي اوجه الشبه ولا يسعنا الا ان نقول لا رحم الله امام سبق و امام لحق فكلا العهدين يشبهان بكل تفصيلهما الاخر ومن يتجرع الويلات في كلا العهدين هو المواطن اليمني الذي لا يستطيع انقاذ نفسه بسبب سلبيته التي ابتلي بها ولن يجد له من منقذ حتى يكسر اللعنه التي حلت علية بلسان الثلايا عندما ضحى بروحه الزكية فداء لهذا الوطن الذي خذله شعبه.

No comments:

Post a Comment