Saturday, July 16, 2011

منسيين

نحن الشعب اليمني منسيين و على اطراف الحياة متروكين يأكلنا الجوع و المرض و ينهش لحمنا الظلم و القهر تعذب ليالينا اصوات الرصاص التي ترافقها انات الموتى نصرخ للعالم لكي ينجدنا من الموت الصامت الذي يستبد بنا ولكن كأننا وضعنا في منطقة معزولة الصوت حتى من يمر بنا لا يسمعنا و من يسمعنا لا يرئف بنا، اولادنا و اخواننا يقتلون لا نعرف عددهم يختفون من على وجه الحياة ولا نعرف مكاناً لهم و اخرون يخرجون لشراء الخبز ولا يعودون و منهم من تغتال سكينتهم داخل بيوتهم بتهماً زائفة لا يعترف بها العقل و لا يدركها المنطق. شوارعنا يحتلها اشخاص ليسوا منا يقضوا سكينتنا و يستفزوا هدوئنا في ذهبنا و ايابنا دون سبب مشروع لغتهم الهمجية لا يفقهون الا لغة العنف، اصبحت الغوغائية مذهبنا و شريعتنا فهي تسود كل مكان و تكتسح كل العقول ولا استطيع لوم احد على ذلك فنحن نكافح و نجاهد للحصول على ضروريات الحياة، المشتقات النفطية اصبحت حلم حياتنا نصطف منذ اكثر من شهر بأنتظارها اما الماء اصبح زائراً ننتظره على رأس الاسبوعين و الثلاث و الكهرباء اصبحت ضيفاً يشرفنا فقط بين ساعتين و الثلاث في اليوم في احسن الاحوال، اما مأكلنا و مشربنا اصبحنا نلف الاسواق بحث عنها و لا نجدها الا بأسعار خيالية. لم يبقوا لنا شيء من وطننا لقد حولوا كل شيء الى دمار و العالم يقف في صمت غريب لم نعرف معناه حتى الان. و امريكا و دول الخليج تتحدث عن مبادرة لا تلبي سوا مصالحها و طموحاتها و هي في الخفاء تمارس ديمقراطيتها الحقيقية بتشجيع الحكومة على قتل مواطنيها و تعذيبهم و معاقبتهم جماعياً بهذا الشكل الذي وصل الى حد التجويع.


أن ما تمارسه الحكومة اليمنية ضد اخواننا في تعز اقل ما يوصف به هو اباده عرقية جماعية لمنطقة يشكل سكانها المنتشرين في عموم اليمن ما يقارب ثلث سكان اليمن بشن حرب في محافظة مأهولة بدعوى باطله لا يستطيع عقل او منطق تصديقها و فيها الكثير من الزيف و الدجل لخداع الرأي العام الداخلي و الخارجي وفيها ايضاً الكثير من الادانه لحكومة لم تستطع السيطرة على مجموعات مسلحه و ادخلت محافظة برمتها في حرب للقضاء على هذه المجموعات المسلحة كما يزعمون. اما ما يحدث في ابين فهو مسرحية سخيفه اخرى ضحاياها المواطنين الابرياء المظلومين الذين اجبروا على ترك منزلهم و كل ما يملكون بدعوى زائفه و مسرحية غبية سأمناها و تعبنا دفع ثمنها من ارواح اخواننا و ابنائنا الابرياء و معالجة أثارها من قوت يومنا و عرق جبيننا ثم يأتوا هؤلاء الذين اسموا انفسهم حكامنا ليشحذوا باسماء هؤلاء المواطنين الغلابة و في حقيقة الامر لن ينوبهم من هذه الملايين او تلك سوا الاسم و هم اليوم يفترشون اراضي المدارس ليجدوا فقط ماؤى يقيهم الروضاء و اشعة الشمس الحارقة.

ان من ولوا علينا حكاماً رغماً عنا بدجل و الخداع و الزور جعلونا منبوذين و مقصيين من التعامل معنا كبشر و برغم من الويلات التي يذقوننا ما زال العالم يتعامل معنا بسلبية حاده تصل الى حد التجاهل و عدم الاعتراف بادميتنا التي استهلكت على مر السنين بالشحاذه و الاستجداء من القريب و البعيد و القاصي و الداني حتى ان المواطن اليمني يعامل في المطارات و السفارات الخارجية معاملة الوباء او المرض الذي يخاف انتشاره، و نحن لا نملك الا أن نقول حسبنا الله و نعم الوكيل.

No comments:

Post a Comment