Tuesday, December 11, 2012

السعيدي و تصفية بالطريقة الوهابية


قال تعالى: "و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فاليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سردقها و إن يستغاثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب و ساءت مرتفقا" آية 29 سورة الكهف

في ظل التعتيم الاعلامي حول قضية المتهم بالردة علي علي قاسم السعيدي كثيرين منا لا يعرف عن تفاصيل القضية سوى الاسم و حتى الكثيرين منا لا يعرف و لم يسمع عنها ابداً.
السعيدي موظف بدرجة مديرعام لموازنة المجلس الاعلى للقضاء أتهم في نوفمبر الماضي بالردة بدعوى استخدامه صفحته في المواقع الاجتماعية لنشر افكار تعارض الدين الاسلامي و تم رفع الدعوى من زملاء له بالعمل و تم اتهامه و محاكمته بمحكمة الصحف و المطبوعات و هو لشيء شديد الغرابة فالسعيدي ليس بصحفي ولم يتم نشر أرائه في اي صحيفة بل في صفحته الخاصة في الفيس بوك و موقع أهل القرأن بحسب الادعاء و تم ايداعه السجن برغم من ظروفه الصحية و اعتماده على كلية واحدة فقط.
قضية السعيدي قضية مهمه جداً في تاريخ المجتمع اليمني المعاصرللعديد من الاعتبارات فهي القضية الاولى من نوعها على حد علمي التي يتم فيها محاكمة احد بتهمة الردة، سمعنا من قبل الكثير من رجال الدين  يكفرون الكثير من الكتاب و الصحفيين و المفكرين و لكن لم يحدث ابداً ان تم محاكمة احد بهذه التهمة من قبل ان هذه القضية لها خلفية مختلفة عن الظاهر فالمقصود بها استقصاء شخص من منصب حساس باستخدام الدين و هي ممارسة جديدة على المجتمع اليمني ككل فاليمن لم يمارس هذا الدور ابدا بل هو دور مستورد من الجاره الكبرى ذات المذهب الوهابي المتشدد الذي لطالما نبذ في اليمن بكل الاشكال و من قبل كمعظم المذاهب و الطوائف.
أن قضية السعيدي يجب ان تستدعي انتباه الجميع فهي ليست قضية شخص بل قضية تمس جميع الشعب اليمني فالمساس بحرية الفكر و الاعتقاد و استخدام الدين كوسيلة إقصاء و ترهيب تعد من ابشع الاسلحة التي قد تستخدمها السلطات لاستعباد البشر و السيطرة عليهم ضمن نطاق فكري و سلوكي معين بما يخدم مصلحتها، أن استخدام الافراد او السلطة لدين بهذا الشكل لهو سلوك خطير يدفعنا التفكير مرارا و تكرار حول مستقبل اليمنيين في ظل الغزو الوهابي المتطرف لليمن و كم يجب علينا أن نصبر على ما تصدره الوهابية البغيضة لحياتنا اليومية فبالامس كنت القاعدة و بعدها الانتشار السلفي و اليوم الاتهام بالردة و مصادرة حرية الفكر و الاعتقاد ولا نعلم ما سوف تصدره الغد و بعد الغد.
اليمن منذ قديم الازل دولة عرفت الكثير من الاختلاف المناطقي و  الديني و الطائفي و المذهبي و برغم من ذلك أستطاع اليمينين خلال جميع العصور التعايش بانسجام و سلام مع بعضهم البعض على رغم خلافاتهم الكثيرة ولم نرى اي ممارسات جماعية تنبذ الاخر و تمارس علية سلطة دينية او غير ذلك حتى الاعوام القريبة الماضية حين تم استخدام الدين في غير موضعه لزرع الفتن و الحروب بين ابناء اليمن الواحد حين تم استيراد اساليب و طرق الجاره الوهابية المقيته التي استطاعت ان تدمر اليمن من خلال زرع الاحقاد و الفتن الطائفية و المذهبية بين ابنائه حين استطاعت ان تغسل عقول من استسلموا لها و جعلت منهم آلة دمار و قتل و بطش و هانحن نقف في نفس الموقف اليوم و نرى الوهابية المظلمة تصدر لنا نوع جديد من الاساليب لتدمير حرية الفكر و الاعتقاد لدى الشعب اليمني الحر الذي لطالما خافت الجاره المتسلطة ان ينتقل لاراضيهاو شعبها ليوقد نار لا تستطيع اطفائها لأن الوعي و الفكر اسوء اعدائها فهي تسعى لنشر السطحية و الجهل فهما مصدر استمراريتها و بقائها.
أن علينا اليوم أن نقف يداً واحده مع السعيدي بغض النظر عن ارائنا الشخصية حول الموضوع و حتى لو اختلفنا معه، فالقضية ليست قضية السعيدي و أسرته فقط بل هي قضية تمس اليمنيين جميعا تمس حرية تفكيرهم و اعتقادهم و ممارساتهم الحياتية التي يجب أن لا تمس تحت أي مبرر و تحت أي مسمى و بغض النظر عن الاسباب و الادلة التي قد نختلف عليها يجب أن نعلم أن ما اذا استسلمنا اليوم لمثل هذا التجاوز الجائر انما نستسلم لعصور قادمة و لنستعد لما هو اسوء من ذلك فقد يسلب الانسان كل شيء و يحيا الا كرمته و حرية فكره و اعتقاده.
ولنتذكر أن كل التجاوزات و الممارسات تبداء عندما يصمت الشعب و يدير وجهه عن أول قضية و عندها يستمر في الرضوخ و هنا فقط تبداء العبودية

No comments:

Post a Comment