Tuesday, June 28, 2011

قطيع




استغرب حاجتنا الدائمه الى قائد و كأننا قطيع لا يعرف ان يديرنفسه الا بوجود قائد. نعم نحتاج الى قاده من خيرت ابناء اليمن ليسيروا الثورة بالاتجاه الصحيح و نعم لقد دعونا لتأسيس مجلس لثورة يديرها و يوحدها ولكن مالم ندعوا اليه هو أستلام احزاب اللقاء المشترك القيادة ممثلة بحزب الاصلاح و الذي يمثل باغلبه مجموعة افاقين يدعون التدين ليبيعوا و يشتروا باسم الدين وما يملكون من الدين و التدين الا الاسم فقط.
برغم من كراهية الكثيرين لحزب الاصلاح الا ان الاغلبية الرافضة لهذا الحزب تخاف الهجوم او حتى اعتراض قرارات الاصلاحيين ليس خلال هذه الفتره فقط وخلال الثورة و لكن خلال الاعوام الماضية حيث استطاع حزب الاصلاح كسب شريحة كبيرة من ابناء اليمن بدعوى العودة الى الدين و انشاء دولة قائمة على قواعد الاسلام الحق، خوفا من ادعاء ان من يحارب الاصلاح انما يحارب الاسلام و قد تتطور في بعض الاحيان الى التكفير و البلطجة و الضرب عملا على حد قولهم بقول رسولنا محمد صلى الله علية و سلم(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) متخذي شكل جديد من البلطجة و هي البلطجة الدينية ما يدع اغلبية الشعب امام خيار اما الوقوف امام طوفان الاتهامات او الصمت على ما يبتدعه مدعيي الدين هؤلاء.
لا اهاجم الاصلاح لاني أأتي من خلفية اشتراكية كما يدعي الاصلاحيون على من ينتقدهم او يحاربهم ولست من دعاة العلمانية ولا ارى الانفلات الديني و الاخلاقي السبيل للتطور و لا ارى الحذو وراء خطوات امريكا و دول الغرب السبيل الى النجاح ولكن لخوفي على وطني و ديني من هؤلاء المدعين الوصوليين، نعم الوصوليين لقد اثبتت لنا الايام على مر الزمان أن كل الاحزاب الدينية السياسية ما هي الا مجموعات مارقة من الاشخاص الفاشليين سياسياً و الذين لم يستطعوا الوصول الى ما يصبون اليه بمؤهلاتهم الشخصية ولا باموالهم الطائلة في حال اخر أو بمرجعيتهم القبلية او الدينية او المذهبية مما جعلهم ينتهجون وسيلة جديده انتهجها الاخوان المسلمون في مصر وهي كسب الناس من خلال الدين خصوصا بعد فترة الانفلات الذي شهده العالم العربي خلال فترة حكم المستعمرين الاشتراكيين الماركسيين و من ثم قيام حكومات عربية اشتراكية مما جعل العالم العربي المسلم في تعطش للدين و مما وفر البيئة الملائمه لهؤلاء الوصوليين للوصول لمراكز اتخاذ القرار عبر تمسكهم بكرسي المعارضة و ادعائهم العمل كناصح للدولة في اوقات الازمات مما خدع الكثير من الشعب و رأوا في حزب الاصلاح المنقذ و الحل الاخير للعودة الى يمن الايمان و الحكمة كما وصفها الرسول عليه الصلاة و السلام، و لكن خلال الاعوام التالية على ازدهار حزب الاصلاح برزت العديد من التناقضات التي دفعت الكثيرين من مؤيدي هذا الحزب إلى ترك الايمان به و معرفة حقيقته الخبيثة التي تستغل الاسلام كغطاء لطبيعتهم الوصولية الانتهازية وقد كانت هناك الكثير من المفارقات منذ حرب 1994م وحرب مكافحة الارهاب و مرورا بحروب صعده و الخلافات الشخصية بين الرئيس صالح و الزنداني من جهة و الرئيس صالح و بعض اولاد الاحمر من جهة اخرى، تارة تراهم مؤيديين للحكومة جهرا او سرا و مرة اخرى متحاربين متصارعين مع الحكومة و يصفونها بأبشع الصفات و الاسماء! فيقف الكثير ممن انقشعت عن اعينهم و بصيرتهم اكاذيب الاصلاح موقف محتار لا يعرفون فيه وصف الوضع بالمفاجأ او المحزن و المخزي في كثير من الاحيان.
كما لا يخفانا الالعيب الكثيرة التي يمارسها حزب الاصلاح منذ تأسيسه على يد الشيخ عبدالمجيد الزنداني و حتى اليوم فقد كان وما زال تارة يأخذ التيار الاسلامي الوسطي الذي يدعوا الى التطور و الانفتاح مع المحافظة على القيم الاسلامية و تارة اخرى يدعوا الى الرجوع الى الاسلام الحقيقي و مبادئه التي لا تقبل الحوار او العصرنة متخذاً المذهب السلفي الوهابي قدوة و طبعاً ذلك بحسب التمويل الذي يتلقاه الحزب و من ورائه من شخوص.
فالثورة اليمنية الحاليه قامت ضد الفساد و المفسدين وضد الكذب و النفاق و الدجل وضد حصر السلطة في دائرة واحدة فدعونا لا ننسى بأن الاصلاح شارك لسنوات طويلة خلال حكم الرئيس صالح بدجله و كذبه مع الحكومة و بصمت ممثليه من نواب الشعب في البرلمان على نهب المال العام. كما انهم ابعد الناس عن الديقراطية فهم ينتهجون منهج من لم يكن منا اصبح خصمنا فكيف نأمنهم على ثورة تنتفض ضد مبادئهم و اسلوبهم و كيف نقويهم ليحاربوا المؤتمر وهم من كانوا شركائهم في الماضي.
سؤالي كيف نأتمن اشخاص مثل الزنداني يوماً يذم صالح و يوما يمدحه و مثل علي محسن الاحمر يوما ينفذ اغتيالات و تصفيات الرئيس و يوما ينقلب ضده ومثل حميد و حسين الاحمر يدعون الدين و العصامية وهما ابعد الناس عنها و قصصهم التي تروى من صنعاء و حتى جده في تسعينات القرن الماضي و حتى اليوم أكبر شاهد على فسادهم. كيف نأتمن هؤلاء على ثورتنا و نتبعهم كالقطيع؟! كيف نترك لهم امر القيادة و الحوار بأسمنا و هم ابعد ما يكونون عن واقعنا؟ أبذلهم الاموال لتحريك هذه الثورة يغفر لهم كل ما صنعوه بهذا البلد و شعبه؟ ام ان حاجتنا إلى قائد تركتنا عاجزين عن اختيار القائد الحقيقي الذي نفخر به و يفخر بنا ليس من يحتمي بالصدور العارية لابنائنا في ساحات التغيير في انحاء اليمن! أفقدنا بصيرتنا حتى اصبحنا كالقطيع بحاجة إلى قائد بغض النظر عن اهليته لمركز القيادة!
فتساؤلي هنا لماذا عندما استطاع الشعب بكل اطيافه التي خرجت الى ساحات التغيير تاركاً خلفه سلاحه و طائفيته و مناطقيته لم يستطع أن يقود نفسه متناسياً احزابه كشباب ثائر ضد الظلم و الفساد كتونس و مصر ليكتب لنا النجاح و لنستطيع تأسيس دولة مدنية تقوم من اجل المواطن و مصالحه ليس كدولتنا الحالية التي اقيمت الدولة و سير المواطن فيها من اجل شخص واحد يحاججنا بالدستور و كأن الدستور و الشريعة الدستورية وضعت لحمايته هو و كرسي الرئاسة الخاص به وليس لحماية و ضمان الامن و الاستقرار لهذا الوطن و المواطن، لماذا نريد تكرار غلطات الماضي ولا نستفيد من تجاربنا القديمة لماذا نضع انفسنا ووطنا امام احتمالية تكرار المآسي بالرغم من قدرتنا على تجاوزها بالتخطيط الاستراتجي و محاربة كل من يحاول سرقة الثورة ليس بعزلهم عنها و لكن بعزلهم عن قيادة الثورة و الترحيب بهم كافراد و ليس كقادة. لنعلم اليوم قبل كل شيء بأن اليمن قد استنزف ليس مالياً و اقتصادياً فقط و لكن اجتماعيا و معيشيا وبكل الاشكال والالوان و يجب علينا نحن شباب هذا الوطن و يده المنفذه ضد الظالمين و الطغاة أن من واجبنا حماية هذا الشعب من ما هو آتي و أن ندافع بكل ما نملك على هذه الثورة لنتمكن من اعمار اليمن ليعوداً سعيداً كما عهدناه في كتب التاريخ و نعيد أثر اجدادنا في سباء و حمير و قتبان و معين لا أن ننتظر بدون تخطيط ما سيحمله لنا المستقبل و الاجندات المخفية للاخرين اشخاصا كانوا او دول لنفخر من جديد بكوننا يمنيين و نعيد التاريخ القديم لليمن كمنبع الحضارة و التطور و الايمان و الحكمة بحق

No comments:

Post a Comment